للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ق: وأما إنفاقُه في ملاذِّ الدنيا، وشهوات النفس، على وجه لا يليق بحال المنفِق وقدرِ مالِه، ففي كونه إسرافًا خلاف؛ والمشهور: أنه إسراف.

وقال (١) بعض الشافعية: ليس بإسراف؛ لأنه تقوم به مصالح البدن وملاذُّه.

وهو غير صحيح، وظاهر القرآن يمنع ذلك (٢).

قلت: كأنه يريد: قولَه تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: ٣١]، ويحتمل أن يريد: قولَه تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: ٢٦] الآية.

وظاهر السنة -أيضًا- كذلك، قال -عليه الصلاة والسلام (٣) -: "حَسْبُ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ" الحديث (٤)، وغيره مما في معناه.

ولا أعلم خلافًا بين العلماء أن التقلُّلَ (٥) من شهوات الدنيا خيرٌ


(١) في "ت": "وقد قال".
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٩١).
(٣) في "ت": "قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٤) رواه الترمذي (٢٣٨٠)، كتاب: الزهد، باب: ما جاء في كراهية كثرة الأكل، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٣٣٤٩)، كتاب: الأطعمة، باب: الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع، من حديث المقدام بن معد يكرب -رضي اللَّه عنه-.
(٥) في "ق": "التقليل".

<<  <  ج: ص:  >  >>