للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في قول ابن عباس: إنها أسماء اللَّه -تعالى- أقسَم بها (١).

فائدة: قال ابنُ خطيب زملكا (٢) في "برهانه": وسأوضح لكَ ذلك بشيء (٣) من دقيق المسالك، يُشير إلى إعجاز القرآن، منه فواتحُ السُّور التي هي حروف هجاء، فإذا (٤) نظرتها ببادي الرأي، وجدتَها مما يكاد يمجُّه السمعُ، ويقلُّ به النفعُ، مع أنها من (٥) الحُسْنِ ترفُل في الحِبَر، ويقصرُ عنها دقيقُ النظر، وذلك من وجوه:

الأول: أنها كالمهيِّجَةِ لمن سمعَها من الفُصَحاء، والموقظة للهمم الراقدة من البُلَغاء، لطلب التساجل، والأخذ في التفاضل، ألا تراها بمنزلة زَمْجَرَةِ (٦) الراعد قبلَ الماطِر في الإعلام؛ لتعيَ (٧) الأرضُ فضلَ الغَمام، وتحفظ (٨) ما أُفيض عليها من الإنعام، وتخاف مواقعَ الانتقام، مما فيه من العُجْمة التي لا تُؤْلَف (٩) في الكلام، وما هذا شأنُه خليقٌ


(١) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (١/ ٨١).
(٢) في "ت" بياض بمقدار قوله: "زملكا".
(٣) في "ت" بياض بمقدار قوله: "بشيء".
(٤) في "ق": "وإذا".
(٥) في "ت": "في".
(٦) في "ت": "رعدة".
(٧) في "ت": "لسقي".
(٨) في "ت": "ويحفظ".
(٩) في "ق": "لا تولد".

<<  <  ج: ص:  >  >>