للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ق: في الحديث ردٌّ على اعتقاد الجاهلية في (١) أن الشمس والقمر ينكسفان لموت العظماء.

وفي قوله -عليه الصلاة والسلام-: "يخوِّفُ بهما عبادَه"، إشارة إلى أنه ينبغي (٢) الخوف عند وقوع التغيرات (٣) العُلْوية، وقد ذكر أصحابُ الحساب لكسوف الشمس والقمر أسبابًا عادية (٤)، وربما يعتقد معتقدٌ أن ذلك ينافي قولَه -عليه الصلاة والسلام-: "يخوِّفُ بهما عبادَه"، وهذا الاعتقاد فاسد؛ لأن للَّه -تعالى- أفعالًا على حسب الأسباب العادية (٥)، وأفعالًا خارجة عن تلك الأسباب؛ فإن قدرته تعالى حكمُه على كل سبب، فيقتطع (٦) ما شاء من الأسباب والمسببات بعضها من بعض، وإذا (٧) كان ذلك كذلك، فأصحابُ المراقبة للَّه -تعالى- ولأفعاله الذين عقدوا أبصارَ قلوبهم بوحدانيته، وعمومِ قدرته على خرق العادة، واقتطاع المسببات عن أسبابها، إذا وقع شيء غريب، حدث عندهم الخوف؛ لقوة اعتقادهم في فعل اللَّه


(١) "في" ليس في "ت".
(٢) في "ق": "عباده إلى ينبغي".
(٣) في "ق": "التغييرات".
(٤) "عادية" ليس في "ت".
(٥) في "ت" بياض بمقدار قوله: "العادية".
(٦) في "ق": "حكمة على كل سبب، فينقطع".
(٧) في "ت": "فإذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>