للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: "هاذِمُ" (١): -بالذال المعجمة-، ليس إلا، والهَذْم: القَطْعُ.

ويتأكد استحبابُ ذكر الموت حالةَ المرض؛ لأنه إذا ذكرَ الموتَ، رقَّ قلبُه وخاف، فرجع عن المظالم والمعاصي (٢)، وأقبلَ على الطاعات، وبادرَ إلى الخيرات.

قال بعض العلماء: ويُستحب الإكثارُ (٣) من ذكر حديث: "اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ".

وروينا في "صحيح البخاري": عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه-، قال (٤): أخذ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِمَنْكبي، فقال: "كُنْ في الدّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ" وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيتَ، فلا تنتظرِ الصباحَ، وإذا أصبحتَ، فلا تنتظرِ المساءَ، وخُذْ من صحتك لمرضِك، ومن حياتك لموتِك (٥).

فإذا مرض إنسان، واشتد تألمه، فليصبرْ، ولا يُكثر الشكوى، ولا الجزعَ، ففي حسن الصبر جزيلُ الأجر، مع أن الشكوى والجزع لا يُفيدان شيئًا.

وقد روي أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسول اللَّه!


(١) في "ق" زيادة: "اللذات".
(٢) في "ت": "المعاصي والمظالم".
(٣) في "ت": "الاستكثار".
(٤) "قال" ليس في "ت".
(٥) رواه البخاري (٦٠٥٣)، كتاب: الرقاق، باب: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كن في الدنيا كأنك غريب".

<<  <  ج: ص:  >  >>