للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد (١) تقدم أن شهد في مثل هذا بمعنى: حضرَ، والحديث مشعرٌ بالحض على صلاة الجنازة، والترغيب في مصاحبتها واتباعها حتى تُدفن، والتنبيه على عظيم ثوابها، وهي مما خص اللَّه -تعالى- به هذه الأمةَ كما قال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنَّ اللَّه أَعْطَاكُمْ شَيْئَيْنِ لَمْ يَكُونَا لأحَدٍ مِنَ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: صَلَاةُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكُمْ"، الحديث.

وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من شهدها حتى تُدفن، فله قيراطان": قيل: معناه بالأول فيحصلُ بالصلاة قيراط، وبالاتباع مع حضور الدفن قيراط آخر، فيكون الجميع قيراطين (٢)، بيَّنَ ذلك روايةُ البخاري في أول "صحيحه" في كتاب: الإيمان: "مَنْ شَهِدَ جَنَازَةً، وَكَانَ مَعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيَفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، رَجَعَ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَينِ" (٣)، وهذا صريح في أن المجموع بالصلاة، والاتباع، وحضور الدفن، قيراطان.


= و"شرح مسلم" للنووي (٧/ ١٣)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٧٥)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ٧٩١)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: ١٦٥)، و"التوضيح" لابن الملقن (٩/ ٦٢٦)، و"فتح الباري" لابن حجر (١/ ١٠٨، ٣/ ١٩٢)، و"عمدة القاري" للعيني (١/ ٢٧٠)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٠٣/ ٣٨٩)، و"سبل السلام" للصنعاني (٢/ ١٠٦)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ٩٢).
(١) في "ق": "وقد".
(٢) في "ت": "قيراطان".
(٣) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٤٧) عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>