للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بينا زيدٌ قائمٌ جاء عمرٌو، وعليه قول أبي ذؤيب:

بَيْنَا تُعَانِقُهُ الكُمَاةُ، وَرَوْغُه (١) ... يَوْمًا، أُتِيحَ لَهُ جَريءٌ سَلْفَعُ

فقال: أتيح، ولم يقل: إذ أُتيح، وهذا البيت ينشد بجر (تعانقه) (٢)، ورفعه، فمن جَرَّ، جعل الألف ملتحقةً لإشباع الفتحة؛ لأن الأصل فيها (بينَ)، وجر (تعانقه) على الإضافة، ومن رفع، رفعه على الابتداء، وجعل الألف زائدةً ألحقت (بين) لترتفع بعدها الجملة؛ كما زيدت في (بينما) لهذه العلة (٣).

وقد جاءتا -أعني: بينا، وبينما- في هذا الحديث على هذه القاعدة، فقال: بينما نحن عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ جاءه رجل، فتلقى (بينما) بإذ، وقال: فبينا نحن على ذلك، أُتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يقل: إذ أتي، فاعرفْه.

الثالث: استدل الجمهور بقول هذا المجامع في رمضان: هلكتُ، وفي الرواية الأخرى: احترقتُ، على أنه كان متعمّدًا، وقصروا الكفارةَ على المتعمِّد دون الناسي، وهو قولُ مالكٍ المشهورُ، وقولُ أكثر أصحابه (٤).

وذهب أحمد، وبعض الظاهرية، وعبد الملك بن الماجشون،


(١) في "ت": "وروعه".
(٢) في "خ": "يعانقه".
(٣) انظر: "درة الغواص في أهاوم الخواص" للحريري (ص: ٧٦)، وعنه نقل المؤلف رحمه اللَّه.
(٤) "وقول أكثر أصحابه" ليس في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>