للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الشرح:

ظاهرُ هذا الحديث أن الصوم المسؤولَ عنه صومُ التطوُّع، لا رمضان.

وقوله: "وكان كثيرَ الصيام" يُشعر بذلك، ويقوي ذلك أيضًا: أن في الكتابين رواية أخرى مشتملة على زيادة بينت هذا الحديث، وهي أنه قال: يا رسول اللَّه! إني أَسْرُدُ الصومَ، فأصومُ (١) في السفر؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنْ شِئْتَ فَصُمْ"، لكنه قد جاء في رواية أخرى في مسلم: "هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا، فَحَسَنٌ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ" (٢)، ومثلُ هذا لا يُقال في التطوُّع.

وأيضًا: فإن هذا الحديث أخرجه أبو داود، وقال فيه: يا رسولَ اللَّه! إني صاحبُ ظَهْر أُسافر عليه، وأركبُه في هذا الوجه، وإنه ربما صادفني هذا الشهرُ، -يعني: رمضان-، وأنا أجد القوةَ، وأنا شابٌّ، وأجدُني أن أصومَ أهونُ من أن أُؤخره، فيكون دَيْنًا عليَّ، أفأصومُ يا رسول اللَّه


= (٣/ ١٧٨)، و"شرح مسلم" للنووي (٧/ ٢٣٧)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٢٣)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ٨٦١)، و"التوضيح" لابن الملقن (١٣/ ٣١١)، و"فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٧٩)، و"عمدة القاري" للعيني (١١/ ٤٥)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٨٤)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٣/ ٥٣٣) و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ٣٠٣).
(١) في "ت": "أفاصوم".
(٢) رواه مسلم (١١٢١/ ١٠٧)، كتاب: الصيام، باب: التخيير في الصوم والفطر في السفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>