للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد تقدم أن قوله -عليه الصلاة والسلام-: "يهلُّ [أهلُ] المدينة من ذي الحليفةِ" إلى آخره، صيغةٌ خبر يُرادُ بها الأمرُ، وقدَّمَ المصنفُ حديثَ ابن عباس على هذا الحديث؛ لاشتماله على زيادة عَرِيَ عنها حديثُ ابنِ عمر هذا، وهي سماعُ ابنِ عباس منه -عليه الصلاة والسلام- لميقات أهل اليمن، فلذلك حَسُنَ تقديمُه عليه (١)، واللَّه أعلم.


= عياض (٤/ ١٧١)، و"شرح مسلم" للنووي (٨/ ٨١)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٨)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ٩٤٤)، و"التوضيح" لابن الملقن (١١/ ٤٢)، و"طرح التثريب" للعراقي (٥/ ٢)، و"فتح الباري" لابن حجر (٣/ ٣٨٣)، و"عمدة القاري" للعيني (٢/ ٢١٧)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ١٠١)، و"كشف اللثام" للسفاريني (٤/ ٩٨)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٥/ ٢١).
(١) قال ابن الملقن: وقع في شرح الشيخ تقي الدين: أن ابن عباس ذكر سماعه لميقات اليمن من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتبعه الفاكهي غيره، ولين في الحديث دلالة على ذلك، فتأمله، بل أحاديثه التي صرح فيها بالسماع قليلة.
قال ابن الملقن: وقدم المصنف حديث ابن عباس عليه؛ لأن فيه التصريح بميقات أهل اليمن عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خلاف حديث ابن عمر؛ فإنه لم يحفظه، بل بلغه بلاغًا وإن كان ابن عمر أحفظ وأضبط لأحاديث المواقيت والمناسك، فانه حج مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وضبط أماكن نزوله وصلاته فيها وتتبعها بعده، وصلى فيها اقتداء وتبركًا، انتهى. انظر: "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (٦/ ٢٩).
قلت: ولك أن تنظر في الزيادة التي في حديث ابن عباس من قوله: "هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهن من غيرهن. . . "، فتلحقها بتقديم حديثه -عند المصنف- على حديث ابن عمر، رضي اللَّه عنهم أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>