للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ما يكون من كسب العبد، واجتلابه له، يشهد لذلك إسناد الفعل إليه (١) في قوله: «يحدث فيهما نفسه»؛ فإنه يقتضي تكسبا منه.

وأما الخواطر التي ليست من جنس مقدور العبد، فليست داخلة في هذا الحديث، والله أعلم.

وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر، حتى لو كان كفرا - والعياذ بالله-، وهذا كله فيما كان من أمور الدنيا، وما لا يتعلق بالصلاة؛ إذ لا بد من حديث النفس فيما يتعلق بالآخرة من معاني المتلو، والدعوات، والأذكار، وغير ذلك.

ق: ولا يريد بما (٢) يتعلق بأمر الآخرة كل أمر محمود أو مندوب إليه؛ فإن كثيرا من ذلك لا يتعلق بأمر الصلاة، وإدخاله (٣) فيها أجنبي عنها، وقد ورد عن عمر رضي الله عنه: أنه قال: إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة (٤)، أو كما قال، وهذه قربة، إلا أنها أجنبية عن مقصود الصلاة، انتهى (٥).


(١) في (ق): "له.
(٢) في (ق): "ما.
(٣) في (ق): "وإدخالها
(٤) ذبكره البخاري في «صحيحه» (١/ ٤٠٨) معلقا، ورواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٧٩٥١) بإسناده عن أبي عثمان النهدي.
(٥) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (١/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>