للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عادةُ النَّاس قلبُ الصحاف إذا كانت فارغةً، قاله (١) ع.

وقال أبو عبيد: لم يرد الصحفةَ خاصةً، إنما جعلَها -عليه الصلاة والسلام- مثلًا لحَظِّها منه (٢)؛ كأنها (٣) إذا طَلَّقَها، أمالتْ نصيبَها منهُ إلى نفسها.

قلت: وهذا كأنه المعتمَدُ في تفسيرِ هذه اللفظةِ، وقريبٌ منه يُسمَّى عند علماء البيان: التمثيلَ والتخييل عندَ التعبيرِ (٤) بالذواتِ (٥) عن المعاني، ومنه قولهم: ما زالَ يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِبِ (٦) حتَّى بلغَ منه مُرادَهُ، والمعنى: أنه لم يزلْ يرفقُ بصاحبِهِ رِفقًا يُشبه حالُه فيه (٧) حالَ الرجلِ يجيْءُ إلى البعيرِ (٨)، فيحكُّه، ويفتل الشعرَ في ذروته وغاربه حتَّى يستأنسَ، فالصحفةُ هنا كالذروةِ والغارِب، واللَّه أعلم.

قال الهروي: "تَكْتَفِىء ما في إنائها"، هو تَفْتَعِلُ (٩)؛ من كَفَأْتُ


(١) في "ت": "قال".
(٢) "منه" ليس في "ت".
(٣) في "خ": "كأنه".
(٤) في "ت": "التفسير".
(٥) في "ت": "الروات".
(٦) في "ت": "والعارة".
(٧) "فيه" ليس في "ت".
(٨) في "ت" زيادة: "الصعب".
(٩) في "ت": "يفتعل".

<<  <  ج: ص:  >  >>