للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وليقضيَ حقَّها، أو ليحصِّلَ ولدًا صالحًا، وهذا معنى قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" (١).

الثامن: قوله: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه! أُخَلَّف عن أصحابي؟ " إلى قوله: "ورفعةً"؛ أي: أُخلف بمكةَ بعدَ أصحابي؟ كأنه أشفقَ من موته بمكةَ بعدَ أن هاجرَ منها وتركَها للَّه تعالى، فخشي أن يقدحَ ذلك في هجرته.

ويحتمل أن يكون خشيَ بقاءه بمكة بعدَ انصراف النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابهِ إلى المدينة، وتخلفه عنهم (٢) لأجل مرضِه، وكانوا يكرهون الرجوعَ فيما تركوه للَّه تعالى.

ويحتمل أن يكون سألَ عن طولِ عمره وبقائِه بعد أصحابه، وهو (٣) الظاهرُ، وقد جاء في رواية مُبسنًا: "إِنَّكَ [لن] تُخَلَّفَ بعدِي" (٤)، واللَّه أعلم.

وقوله: "إِنَّكَ لن (٥) تخلَّفْ، فتعمَلَ عملًا" إلى آخره.

فيه: ما تقدَّم من اعتبارِ النيات في الأعمال.


(١) رواه مسلم (١٠٠٦)، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، من حديث أبي ذر -رضي اللَّه عنه-.
(٢) في "ت": "وتخلفهم عنه".
(٣) في "ت" زيادة: "من".
(٤) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٦٣٥٢).
(٥) في "خ": "إن".

<<  <  ج: ص:  >  >>