للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مما في معناه (١).

ولو (٢) حكمَ مع الغضب وما ذُكر معه، نفذ (٣) إذا صادف الحقَّ، وكأَنَّ تخصيصَ الغضب في الحديث دونَ سائر المشوشات؛ لأنه أشدُّها؛ لاستيلائه على النفس، وصعوبة مقاومته (٤).

فإن قلت: كيف وجهُ الجمعِ بين هذا الحديث، وحديثِ شِرَاجِ الحَرَّة، وأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- حكمَ بعد أن غضب؟ (٥)

قلت: الذي يقوى (٦) في نفسي (٧)، ولا يتجه عندي غيره: أن ذلك مخصوصٌ بغير المعصوم من اختلال الحكم عند الغضب ونحوه، وأما النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فغيرُ داخل في هذا؛ إذ لا يقول في الرضا والغضب إلا


(١) في "ز": زيادة: "من المذكور".
(٢) في "ز" و"ت": "فلو".
(٣) "نفذ" ليس في "ت".
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٤/ ١٦٨).
(٥) روى البخاري (٢٢٣١)، كتاب: المساقاة، باب: سكر الأنهار، ومسلم (٢٣٥٧)، كتاب: الفضائل، باب: وجوب اتباعه -صلى اللَّه عليه وسلم-، من حديث عبد اللَّه ابن الزبير -رضي اللَّه عنه-: أن رجلًا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر، فأبى عليهم، فاختصموا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للزبير: "اسق يا زبير"، ثم أرسل الماء إلى جارك"، الحديث.
وقوله: "شِراج الحرَّة" يعني: مسايل -جمع مسيل- الماء.
(٦) في "ز": "يقع".
(٧) في "ز" زيادة: "ويقوى".

<<  <  ج: ص:  >  >>