للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: معنى «أبده»: أطال النظر إليه.

ق: فكأن أصله من معنى التبديد، الذي هو التفريق.

قلت: بل هو بالجمع أولى منه بالتفريق؛ فإن من أطال نظره إلى الشيء، فقد جمع نظره فيه.

قال: ويروى: أن عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) لما حضرته الوفاة، قال:

أجلسوني، فأجلسوه، فقال: أنا الذي أمرتني فقصرت، ونهيتني فعصيت، ولكن لا إله إلا الله،

ثم رفع رأسه، فأبد النظر، ثم قال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس، ولا جن، ثم قُبض (١).

قلت: وهذا - أيضا - كما تقدم، من أنه بمعنى: جمع نظره في الحضرة؛ لا أنه فرق نظره وبدده.

الثالث: فيه: العمل بما يفهم من الإشارة والحركات، وقد أعملها الفقهاء في غير ما

مسألة من الأخرس وغيره.

وفيه: جواز الاستياك بسواك الغير من غير كراهة.

قال الخطابي: على ما يذهب إليه بعض من يتقزز.

وفي كلام الترمذي الحكيم ما يشعر بكراهة ذلك، وهذا الحديث يرده.

قال الخطابي: إلا أن السنة أن يغسله، ثم يستعمله (٢).


(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٣٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٥/ ٢٥٤). وانظر: شرح عمدة الأحكام لابن دقيق (١/ ٦٨).
(٢) انظر: معالم السنن للخطابي (١/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>