للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الكلام على الحديث من وجوه:

الأول: جاء في هذه الرواية: «الفطرة خمس»، بصيغة الحصر الابتدائي، وفي الرواية الأخرى: «خمس من الفطرة» (١)، بلا حصر، والجمع بينهما: أن يكون المراد برواية الحصر، المجاز دون الحقيقة؛ فإن الحصر يستعمل حقيقة تارة ومجازا أخرى.

فالحقيقة كقولنا: الله ربنا، ومحمد نبينا، والعالم في البلد زيد، إذا لم يكن فيها عالم غيره.

والمجاز كقوله -عليه الصلاة والسلام-: «الدين النصيحة» (٢)، جعل النصيحة كل الدين، وكأنه لا دين إلا النصيحة؛ على

طريق المبالغة، فإن في الدين خصالاً أخر غير النصيحة، وكذلك قوله -عليه الصلاة والسلام-: «الحج عرفة» (٣)، والحج مشتمل على أركان أخر


= (٢٨) /١٠٦)، و «طرح التثريب» للعراقي (٢/ ٧١)، و «فتح الباري» لابن حجر (١٠/ ٣٣٦)، و «عمدة القاري» للعيني (٢٢/ ٤٤)، و «فيض القدير» للمناوي (٣/ ٤٥٥)، و «كشف اللثام» للسفاريني (١/ ٣٢٨)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (١/ ١٣٣).
(١) تقدم تخريجه في حديث الباب برقم (٥٥٥٠) عند البخاري، و (٢٥٧)، (١/ ٢٢١) عند مسلم، و (٤١٩٨) عند أبي داود.
(٢) رواه مسلم (٥٥)، كتاب: الإيمان، باب: بيان أن الدين تلنصيحة، من حديث تميم الداري - رضي الله عنه -.
(٣) رواه أبو داود (١٩٤٩)، كتاب: المناسك، باب: من لم يدرك عرفة، والنسائي (٣٠١٦)، كتاب: مناسك الحج، باب: فرض الوقوف بعرفة، =.

<<  <  ج: ص:  >  >>