للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الرعب في هذه المسافة، وذلك ينفي الخصوصية، انتهى (١).

قلت: وانظر هل كان ذلك مختصا به في نفسه - صلى الله عليه وسلم -؛ حتى لو لم يكن هو في معسكر قوم أرسلهم -مثلاً- لم يسبقهم الرعب إلى قلوب أعدائهم، أو ذلك له ولأمته على الإطلاق؟

والظاهر: الأول، وإن كان في بعض الأحاديث: «والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا»: ذكره أحمد بن حنبل في «مسنده» (٢)، فإن صح، ففيه نظر؛ لأن الواقع قد لا يكون كذلك، فإنا نرى من العساكر القوية الشوكة من لا يسبقهم الرعب، فانظر علام يحمل ذلك إن صح الحديث؟ وبالله التوفيق.

الثالث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا»: قد تقدم أنه يقال: مسجد، ومسجَد - بكسر الجيم وفتحها -، وقيل: بالفتح اسم لمكان السجود، وبالكسر اسم للموضع (٣) المتخذ مسجدا، هذا أصله في اللغة.

وأما في العرف، فينطلق على الموضع المبني للصلاة التي السجود منها.


(١) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (١/ ١١٥).
(٢) رواهخ الإمام أحمد في «المسند» (٥/ ٣٩٣)، من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -.
قلت: وفي إسناده ابن لهيعة.
(٣) في (ق): "الموضع

<<  <  ج: ص:  >  >>