كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها - الحديث الثالث - ج: 1 - ص: 626

* الكلام على الحديث من وجوه:

الأول: الثقل: ضد الخفة، تقول منه: ثقل الشيء ثِقَلًا؛ مثل: صغر صغرا، فهو ثقيل، والثَّقَل -بالتحريك-: متاع المسافر وحَشَمه، ويقال: وجدت ثقلة في جسدي؛ أي: ثِقَلًا وفتورا، حكاه الكسائي، وثَقِلَةُ القوم -بكسر القاف-: أثقالهم، وأثقلت المرأة، فهي مُثْقِلٌ؛ أي: ثقل حملها في بطنها، قال الأخفش: صارت ذات ثقل؛ كما يقال: أَتْمَرْنَا؛ أي: صرنا ذوي تمر، وقولهم: ألقى عليهم مثاقيله؛ أي: مأونته (١).

فقد تحصل من هذا أن الثقل يستعمل حقيقة، وذلك في الأجسام، ومجازا، وذلك في المعاني، ومنه قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة

---

= * مصَادر شرح الحَدِيث:
«الاستذكار» لابن عبد البر (٢/ ١٣٩)، و «إكمال المعلم» للقاضي عياض (٢/ ٦٢٢)، و «المفهم» للقرطبي (٢/ ٢٧٦)، و «شرح مسلم» للنووي (٥/ ١٥٣)، و «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (١/ ١٦٣)، و «العدة في شرح العمدة» لابن العطار (١/ ٣٤٨)، و «فتح الباري» لابن رجب (٤/ ١٢)، و «النكت على العمدة» للزركشي (ص: ٧٣)، و «التوضيح» لابن الملقن (٦/ ٤١٥)، و «طرح التثريب» للعراقي (٢/ ٣٠٧)، و «فتح الباري» لابن حج (٢/ ١٢٥)، و «عمدة القاري» للععيني (٥/ ١٥٩)، و «كشف اللثام» للسفاريني (٢/ ١٠٥)، و «سبل السلام» للصنعاني (٢/ ١٨)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (٣/ ١٥٠).
(١) انظر: «الصحاح» للجوهري (٤/ ١٦٤٧)، (مادة: ثقل).