للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في زمن الحر، فهو وقت البرد والراحة من أثر حر الشمس؛ لقرب العهد بها، فلما قوي الصارف عن الفعل، ثقلت على المنافقين.

وأما المؤمن الكامل الإيمان، فهو عالم بزيادة الأجر لزيادة المشقة، لا سيما إن استحضر حديث: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (١)، ونحو ذلك من الأحاديث، فتصير هذه الأمور الشاقة على المنافق سائقة للمؤمن، وداعية له إلى الفعل، كما كانت صارفة للمنافق، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: «و (٢) لو يعلمون ما فيهما»؛ أي: من الأجر والثواب، «لأتوهما ولو حبوا» (٣).

الثاني: المنافق: عبارة عنمن أظهر الإيمان، وأبطن الكفر، وهو مشتق من النافقاء، وهي أحد جحر (٤) اليربوع، وذلك أنه يكتمها (٥)، ويظهر غيرها، وهي موضع (٦) ترفقه، فإذا أتي من قبل القاصعاء وهو


(١) رواه أبو داود (٥٦١)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في المشي إلى الصلاة في الظلم، والترمذي (٢٢٣)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في فضل العشاء والفجر في جماعة، من حديث بريدة الأسلمي - رضي الله عنه -.
(٢) الواو زيادة من (ق).
(٣) انظر: «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (١/ ١٦٣).
(٤) في (ق): "إحدى حجر.
(٥) في؟ (ق): "يكميها.
(٦) في (ق): "في موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>