للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد اختلف أصحابنا فيها، هل هي سنة، أو رغيبة؟

الثالث: قوله -عليه الصلاة والسلام-: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»، قيل: معناه: خير من متاع الدنيا.

قلت: وفي هذا التفسير نظر؛ فإنه قد جاء في الحديث الآخر: «الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله» الحديث (١) (٢)، و «خير» هنا: أفعل التفضيل، وهي تقتضي (٣) المشاركة في الأصل والزيادة (٤)؛ كما تقرر، ولا مشاركة بين فضيلة ركعتي الفجر ومتاع الدنيا المخبر عنه؛ لأنه ملعون، ويبعد أن يحمل كلام الشارع على ما شذ من قولهم: العسل أحلى من الخل، إلا أن يقال: إن المعنى: ما يحصل من نعيم ثواب ركعتي الفجر في الدار الآخرة خير من جميع ما يتنعم (٥) به في الدنيا، فترجع المفاضلة إلى ذات النعيم الحاصل في الدارين، لا إلى نفس ركعتي الفجر، ومتاع الدنيا، والله أعلم.


(١) الحديث ليس في (خ).
(٢) رواه الترمذي (٢٣٢٢)، كتاب: الزهد، باب: ١٤، وقال: حسن غريب، وابن ماجه (٤١١٢)، كتاب: الزهد، باب: مثل الدنيا، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) في (ق): "وهو يقتضي.
(٤) في (ق): "وزيادة.
(٥) في (خ): ما ينعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>