للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالنار ما اشتملتْ عليه ضلوعُه ... والماء ما سمحَتْ (١) به أجفانُه

[٢٩ أ] وقول الآخر (٢):

يا غاديًا في غفلة ورائحا ... إلى متى تَستحْسنُ القبائحا

وكمْ إلى كمْ لا تخافُ مَوقفًا ... يَستنطِقُ الله به الجوارحا

واعجبًا منك وأنت مُبصِرٌ ... كيف تجنَّبتَ الطريقَ الواضحا

وإلى مثل هذا أشار الإمام أحمد في الإباحة، قال أبو حامد (٣) الخلقاني: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله! هذه القصائد الرقاق التي (٤) في ذكر الجنة والنار، أي شيء تقول فيها؟ فقال: مثل أي شيء؟ قلتُ: يقولون:

إذا ما قال لي ربي ... أما استحييتَ تعصيني

وتُخفِي الذنبَ من خَلْقِي ... وبالعصيان تَأتيني

فقال: أعِدْ عليَّ، فأعدتُ عليه، فقام ودخل بيته وردَّ الباب، فسمعت نحيبَه من داخلٍ، وهو يردِّدُ البيتين (٥).

وأمثال هذه الأشعار التي تتضمن إثارةً (٦) في القلب من الحب


(١) ع: "مسحت".
(٢) الأبيات في "تلبيس إبليس" (ص ٢٢٥) و"نفخ الطيب" (٤/ ٣٢٦) بلا نسبة.
(٣) ع: "ابن حامد" تحريف.
(٤) "التي" ليست في ع.
(٥) الخبر مع البيتين في "تلبيس إبليس" (ص ٢٢٦).
(٦) ك: "إشارة ما".