للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما السماع الشرعي فهو أصلح الأغذية وأطيبها وأنفعها للعارفين، وهو غذاء قلوبهم الذي لا يُشبَع منه، كما قال إمام أهل هذا السماع [١٣١ أ] عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "لو طَهُرتْ قلوبنا لما شبِعتْ من كلام الله" (١). وفي صفة القرآن: "لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء" (٢). فهو قوتُ القلوب وغذاؤها، ودواؤها من أسقامه وشفاؤها (٣)، وأما السماع الشعري الشيطاني فهو سُحْتٌ، وقلب تَغذَّى بالسُّحت بعيدٌ من الله، غير الله أولى به.

فصل

*قال صاحب الغناء (٤): شأن القوم الذين أنكرتم عليهم السماع شأن آخر، وإشاراتهم التي يتلقَّونها من السماع غير إشارات أهل اللهو واللعب (٥)


(١) سبق تخريجه.
(٢) كما في الحديث الذي أخرجه الدارمي (٣٣٣١) والترمذي (٢٩٠٦) والبزار في "مسنده" (٨٣٦) من طريق أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث عن الحارث الأعور عن علي مرفوعًا. وأبو المختار وابن أخي الحارث مجهولان. وقال الترمذي: هذا حديث غريب ... وإسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال. وأخرجه أحمد (١/ ٩١) والبزار (٨٣٤) وأبو يعلى (٣٦٧) من طريق ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث الأعور به. والحارث ضعيف كما ذكرنا، ثم هو منقطع بين ابن إسحاق ومحمد بن كعب.
(٣) في الأصل: "غذاؤه ودواؤه ... وشفاؤه".
(٤) انظر "الرسالة القشيرية" (ص ٥١٠). والنصوص المنقولة عن الصوفية كلها فيها.
(٥) "واللعب" ليست في الأصل.