للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتواجد النبي - صلى الله عليه وسلم - عند سماعه (١).

*قال صاحب القرآن: وهذا الحديث أيضًا من الطراز الأول، فليتبوأ واضعُه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[٩٣ أ] مقعدَه من النار. سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "هذا كذبٌ مفترًى موضوع باتفاق أهل العلم" (٢).

قلت: وركاكة شعره وسماجته وما تجد عليه من الثقالة، من أبين الشواهد على أنه من شعر المتأخرين البارد السَّمج، فقبَّح الله الكاذبين (٣) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقد اختلف الناس في كفر من كذب عليه وقتله على قولين مشهورين، وهما وجهان لأصحاب الشافعي وغيرهم، والذين ذهبوا إلى كفره وقتله احتجوا بالأثر المشهور أن رجلًا جاء إلى قوم من العرب، فقال: إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم أن تزوِّجوني، فزوَّجوه وأكرموه،


(١) أخرجه ابن طاهر في "صفوة التصوف"، وأورده السهروردي في "عوارف المعارف" (ص ١٢١) وقال: "يخالج سرّي أنه غير صحيح، ويأبى القلب قبوله". وذكر أبو موسى المديني والنووي وابن تيمية وغيرهم أنه حديث باطل لا أصل له. انظر "تذكرة الموضوعات للفتني" (ص ١٩٧ - ١٩٨) و"المقاصد الحسنة" (ص ٣٣٣) و"تنزيه الشريعة" (٢/ ٢٣٣) و"ميزان الاعتدال" (٣/ ١٦٤) و"مجموع الفتاوى" (١١/ ٥٦٣).
(٢) انظر "الاستقامة" (١/ ٢٩٧).
(٣) ع: "الكذابين".