للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا كان الظاهر جميلًا والباطن جميلًا أحبه الله، وإذا كان الباطن جميلًا والظاهر غير جميل لم يضرَّه عند الله شيئًا، وإن كان كاسدًا عند الناس فإنه عند الله عزيز غالٍ. فإذا كان للعبد صوت حسن ولو (١) من أحسن الأصوات، وبَذَا (٢) بصوته واستعمله في الغناء، أبغضَ الله صوته، كما يُبغِض الصورةَ المستعملة في الفواحش ولو كانت من أجمل الصور وأحسنها. فهذا فصل نافع جدًّا في الفرق بين الجمال الذي يحبه الله والجمال الذي (٣) يكرهه.

فصل

* قال صاحب السماع (٤): إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر عن ربه أنه يستمع للصوت الحسن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استمع صوت أبي موسى وأعجبه وأثنى عليه، وقال: "لقد أُوتي هذا مِزمارًا من مزامير آل داود"، فقال له أبو موسى: لو علمتُ أنك تسمع (٥) لحبَّرتُه لك تحبيرًا" أي زيّنتُه وحسَّنتُه، ومنه البُرد المحبَّر. وقد روي أن داود كان يستمع لصوته الحسنِ الإنسُ والجن والطير والوحش، وكان يُحمَل من مجلسه أربعمائة جنازة ممن قد مات من قراءته.


(١) ع: "وهو" تحريف.
(٢) ع: "وبذل".
(٣) "الجمال الذي" ليست في الأصل.
(٤) ع: "الغناء". انظر "الرسالة القشيرية" (ص ٥٠٨).
(٥) ع: "تسمعه".