للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس للقرآن والصلاة (١) والعلم في قلوبهم من المحبة والحلاوة والطيب ما في قلوب أهل كمال الإيمان، بل قد يكرهون بعضَ ذلك ويستثقلون (٢). ولهم نصيبٌ من حال الذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم خَرُّوا عليها صُمًّا وعميانًا، ونصيبٌ من حال الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى، وهم يجدون في نفوسهم استثقال سماع القرآن وقراءته، لمَّا اعتاضوا عنه بضدِّه وندِّه، وإن ارتاحوا إلى سماعه فللقدر المشترك الذي يكون بينه وبين سماعهم من الأصوات المطربة والألحان، ولهذا يرتاحون لذلك (٣) الشعر الكفري والفسقي والرَّبّاني.

والمقصود أن هذا السماع الشيطاني من أكبر الأسباب المضادّة لأصول أولياء الله المقربين الثلاثة: الإخلاص، والمتابعة، والجهاد.

فصل

ومما ابتُلي به هؤلاء ما وجدوه (٤) في كثير ممن ينتسب (٥) إلى الشريعة وإلى الجهاد من ضَعْفِ حقائق الإيمان في قلوبهم، وسوء نياتهم ومقاصدهم، وبُعدِهم عن الإخلاصِ ومراعاةِ صلاح قلوبهم وتزكيةِ


(١) بعدها في ع: "والمحبة".
(٢) "ويستثقلون" ليست في ع.
(٣) ع: "وكذلك في".
(٤) "ما وجدوه" ليست في ع.
(٥) ع: "ينسب".