للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحرِمُ فيه من النكاح والمباشرة والوطء والأسباب الداعية إليه، وفسدَ حجُّه ببعض ذلك، وكذلك الاعتكاف نُهِيَ فيه عن مباشرة الحلال من الصور، والصيام دون ذلك، وفي الصلاة [١٠١ ب] مُنعت المرأة أن تؤمَّ الرجال، وأن تُسمِعَهم صوتَها بالتسبيح عندما يَنُوب في الصلاة، وأن تَقِفَ في صفهم، بل تتأخر عن صفوف الرجال، وجُعِلَ مرورُها بين يدي المصلي قاطعًا لصلاته، ومسُّها بشهوةٍ مُبطِلًا لوضوئه عند الجمهور، وعند الشافعي مبطلٌ (١) للوضوء مطلقًا.

كل هذا لتخلو العباداتُ من ملابسة الصور والتعلق بها، ويصير تعلق القلب كله بالله وحده، فبدَّل الذين ظلموا دينًا غير الذي شُرِع لهم، وجعلوا حضورَ الشاهد المليح والأصوات المطربة المهيِّجة على عشق الصور قربةً تُقرِّبهم بزعمهم إلى الله، وتُدنِيهم من رضاه، وهذا من أعظم تبديل الدين ومتابعة الشيطان.

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحَه يحكي (٢) عن بعض الملوك، أنه قال لشيخ رآه قد عمل مثل هذا السماع، وأحضر فيه من الصور الجميلة والأصوات المطربة ما أحضره: يا شيخ! إن كان هذا طريقَ الجنة فأين طريق النار؟


(١) ع: "مبطلًا".
(٢) انظر "الاستقامة" (١/ ٣١٧).