للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُنعَمٌ عليه بحصولها واستمرارها، وحظّه (١) من النعم (٢) بحسب حظه من تفاصيلها وأقسامها.

وضالٌّ لم يُعطَ هذه الهداية ولم يُوفَّق لها.

ومغضوب عليه عرفَها ولم يُوفَّق للعمل بموجبها.

فالأول المنعم عليه قائم بالهدى ودين الحق علمًا وعملًا، والضالّ منسلخٌ عنه علمًا وعملًا، والمغضوب عليه عارفٌ به علمًا، منسلخ منه عملًا (٣)، والله الموفق للصواب.

ولولا أنَّ المقصود التنبيه على المضادَّة والمنافرة التي [٥٤ أ] بين ذوق الصلاة وذوق السماع، لبسطنا هذا الموضع بسطًا شافيًا، ولكن لكل مقام مقال، فلنرجع إلى المقصود.

فشرع له التأمين عند هذا الدعاء تفاؤلًا بإجابته وحصوله، وطابعًا عليه وتحقيقًا له، ولهذا اشتدَّ حسد اليهود للمسلمين عليه حين سمعوهم (٤) يجهرون به في صلاتهم.

ثمَّ شرع له رفع اليدين عند الركوع تعظيمًا لأمر الله، وزينةً للصلاة، وعبوديةً خاصة لليدين كعبودية باقي الجوارح، واتباعًا لسنة رسول الله


(١) الأصل: "واستمرار حظه". والمثبت من ك، ع.
(٢) ك: "المنعم".
(٣) "والضال ... عملا" ساقطة من ك.
(٤) ع: "سمعوا".