للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدون الألحان الطيبة جوازُ اقترانه (١) واستماعه بها، أبطلتَ دليلك. فقد تبين بطلانه على التقديرين.

فصل

وأما المقدمة الثانية وهي قولك: إن ما أوجبَ للمستمع توفُّرَ الرغبة على الطاعات وتذكُّرَ ما أعدَّ الله لعباده المتقين من الدرجات، ويَحمِله على التحرُّز من الزلات، ويؤدي إلى قلبه من صفاء الواردات، فهو مستحب في الدين ومختار في الشرع.

فنقول في تحقيق هذه المقدمة: إن الله سبحانه يحبُّ الرغبةَ فيما أمر به، والحذرَ مما (٢) نهى عنه، ويحب أهل الإيمان بوعده ووعيده، ويحب القائمين بمحابِّه من خشيته ورجائه (٣) والإنابة إليه والتوكل عليه، وسائر ما يحبه ويرضاه من عبده ظاهرًا وباطنًا، ويحب السماع الذي يُحصِّل محبوبَه، فإن الوسائل إلى المحبوب (٤) محبوبة، والوسائل إلى المسخوط مسخوطة.

فهذه المقدمة التي ذكرتَها (٥) أيها السماعاتي مبناها على أصلين:

أحدهما: معرفة ما يحبه الله سبحانه.


(١) ع: "إقرائه".
(٢) ع: "فيما" تحريف.
(٣) في الأصل: "وارجائه" خطأ.
(٤) ع: "المحبوبة".
(٥) ع: "ذكرناها".