للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشام، وكذلك الذين قاتلوا معه من أهل العراق والحجاز، إلى أمثال ذلك مما تنازعتْ فيه الأمة.

فليس لأحدٍ أن يحتجَّ لأحد القولين بمجرد قول أصحابه وفعلهم، وإن كانوا من أهل العلم والدين، وليس لعالمٍ أن يترك الإنكارَ عليهم وبيانَ ما بعث الله به رسوله لأجل محلهم من العلم والدين، ولا لأحدٍ أن يَقدَح فيهم ويُفسِّقهم لما هم عليه من العلم والدين، فلا يحتج بقولهم ولا يُؤثِّمهم ولا يترك الإنكار عليهم.

فهذا ميزان أهل العلم والاعتدال، والسالك الذي يريد الله ورسوله والدار الآخرة لا يُقنِعه (١) في مثل هذا اتباعُ مَن ليس قوله بحجة، بل عليه أن يتبع الصراط المستقيم، وما دل عليه كتاب الله وسنّة رسوله، وكان عليه أصحاب نبيّه.

فهذه الأصول الثلاثة منها وصل السائرون إلى الله وبها تمسكوا، وما خالفها فهو من السبل التي (٢) [١٢١ أ] على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه (٣).


(١) ع: "ينفعه" تحريف.
(٢) في النسختين: "الذي".
(٣) كما في الحديث الذي أخرجه أحمد (١/ ٤٣٥، ٤٦٥) والدارمي (١/ ٦٧) والنسائي في "الكبرى" (١١١٧٤) وابن حبان (٦، ٧) والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٣١٨) عن ابن مسعود بإسناد حسن، و فيه: خطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطوطًا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: "هذه السبل، ليس فيها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه".