للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلب الرسول وأصحابه في القصد والعلم والمحبة والكراهة والتصديق واستحسان ما استحسنوه وإيثاره (١) واستقباح ما استقبحوه واجتنابه، كان فيه من الانحراف عن الإيمان بقدر انحرافه عن ذلك، حتى تعود القلوب كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: "القلوب (٢) على أربعة: قلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذاك قلب المؤمن" (٣). فإنه أجرد أي متجرد من هذا الانحراف في قصده وحبه وعلمه، متجرد (٤) عن شهوات الغي وشبهات الباطل، متجرد عن معارضات أمر الله بالتأويل والشهوات، وعن معارضات خبره بالتقليد والشبهات، وفيه من الإيمان ومباشرة روحه له سراج يزهر، فهذا هو القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله به (٥).

الثاني: قلب أغلف، وهو قلب الكافر في غلاف، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، بل المعروف عنده منكر والمنكر معروف.

[٤٣ ب] الثالث: قلب منكوس، أي مكبوب كالكُوزِ المجخِّي، وهو قلب المنافق، وهو شر قلوب الخلق، وهذا القلب دأبه دائمًا أن يدعو الناس إلى ما يكرهه الله ورسوله، وينهاهم عما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأعمال والاعتقاد.


(١) "وإيثاره" ليست في ك.
(٢) "القلوب" ليست في ك.
(٣) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١٤٣٩) وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٧٦).
(٤) "متجرد" ساقطة من ك.
(٥) "به" ليست في الأصل. وفي ك: "بقلب سليم".