للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي (١) فَتحَها ونَهَجَها على ألسُن رسله (٢)، ونصبَها لعباده، وسدَّ جميع الطرق إليه دونها، فلم يفتح لأَحد قط إلا من تلك الطريق، فالسالك من غيرها لا يصل إليه أبدًا، وكل من لم يصل إليه فهو واصل إلى سقر. قال أبو القاسم الجنيد: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٣). وقال: "يقول الله عزوجل: "وعزَّتي وجلالي، لو أتَوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما (٤) فتحتُ لهم حتى يدخلوا خلفك" (٥).

المقام الثاني: أن أغذية النفوس تنقسم إلى طيب وخبيث، وحلال وحرام، كما تنقسم أغذية الأبدان، وليس كل ما يُغذى (٦) به الإنسان في بدنه أو نفسه يكون طيبًا. ولا ريبَ أن سماع الألحان والمعازف المحرمة يتغذى به أهله تغذيةً قوية، وكلما كان السامع أجهل كان غذاؤه به أقوى، كما يُغذى (٧) به الأطفال وضعفاء العقول، ولهذا يشتدُّ تأثيره في النساء وأهل البوادي والأعراب وكل من ضعف عقله ومعرفته.


(١) ع: "الذي".
(٢) في الأصل: "رسوله".
(٣) انظر "الرسالة القشيرية" (ص ٧٩) و"حلية الأولياء" (١٠/ ٢٥٧).
(٤) في الأصل: "ما".
(٥) ذكره المؤلف في "طريق الهجرتين" (ص ٩) و"جلاء الأفهام" (ص ٣٥٩).
(٦) ع: "تغذى".
(٧) ع: "تغذى".