للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابع: قلب له مادة إيمان (١) ومادة نفاق، فهو يتقلب بين المادتين، وهو للغالب عليه منهما.

ومن كان له بصيرة وتأملَ أحوالَ الخلق رآهم لا يخرجون عن هذه الأقسام الأربعة، فمن أين تجيء الأذواق الصحيحة المستقيمة، والقلوب قد انحرفت أشدَّ الانحراف عن هَدْي نبيها وما كان عليه هو وأصحابه؟

والسلف الصالح كانوا يجدون الأذواق الصحيحة المتصلة بالله في الأعمال الصحيحة المشروعة، وفي قراءة كتاب الله وتدبره واستماعه، وفي مزاحمة العلماء بالركب، وفي الجهاد في سبيل الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحب في الله (٢) والبغض فيه (٣)، وتوابع ذلك.

فصار ذوق المتأخرين إلا من عصمه (٤) الله في اليراع والدفّ والمواصيل، والأغاني المطربة من الصور المستحسنة، والرقص والزعقات (٥)، وتعطيل ما يحبه الله ويرضاه من عبوديته المخالفة لهوى النفوس.


(١) ع: "الإيمان".
(٢) ع: "بالله".
(٣) ك: "في الله".
(٤) الأصل: "رحم". والمثبت من ك، ع.
(٥) ك: "والزعاق".