للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم - وشرعِه، وأنَّه أذِنَ في ذلك لأمته، وأباحَه لهم وأطلقَه، ورفعَ الحرج عن فاعله، مع اشتماله على هذه المفاسد المضادَّة لشرعه ودينه.

وأعظم من هذه البلية وأشدُّ: اعتقادُ (١) أنَّه قُربةٌ (٢) يُتقرَّب به إلى الله، ودينٌ يُدانُ الله به، وأنَّ فيه من (٣) صلاح القلوب وعمارتها بالأحوال العلية والصفاتِ الزكية ما يجعله أفضلَ من كثير من النوافل، كقيام الليل وقراءة القرآن، وطلب ما يُقرِّب إلى الله من العلم النافع والعمل الصالح.

وأعظم من هذا كلِّه بليةً ومصيبةً: اعتقادُ أن تأثُّر القلوب به أسرعُ وأقوى من تأثرها بالقرآن، وأنَّه (٤) قد يكون أنفعَ للعبد (٥) من سماع القرآن، وأن فتحَه أعجلُ وأقوى (٦) من فَتْح القرآن من وجوه متعددة.

ولا ريبَ أنَّ هذا من النفاق الذي أنبتَه الغناءُ في القلب، فإنَّه كما قال عبد الله بن مسعود: "الغناء يُنبِتُ النفاقَ في القلب كما يُنْبِت الماءُ (٧) البقلَ" (٨)، وأيُّ (٩) نفاقٌ فوقَ هذا النفاق؟


(١) ع: "اعتقادًا".
(٢) بعدها في الأصل: "حتى"، وليست في ع.
(٣) "من" ليست في ع.
(٤) في الأصل: "وان". والمثبت من ع، ك.
(٥) ع: "للعبد أنفع".
(٦) "وأقوى" ساقطة من ع.
(٧) في الأصل: "في الماء". والمثبت من ع، ك.
(٨) أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٦٨٠) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (٤١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤/ ٢٧٨) موقوفًا على ابن مسعود. وروي مرفوعًا، قال المؤلف في "إغاثة اللهفان" (١/ ٤٣٩): في رفعه نظر، والموقوف أصح. وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (٢٤٣٠).
(٩) في الأصل: "وأين". والمثبت من ع، ك.