للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكيف يقاس مؤذنُ الشيطان الداعي بحيَّ على غير الفلاح، على مؤذن الرحمن الداعي إلى السعادة والنجاح؟

وقد تقدم ذكر الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الشيطان قال: يا ربِّ اجعلْ لي قرآنًا، قال: قرآنُك الشعر، قال: اجعلْ لي [١١٥ ب] مؤذنًا، قال: مؤذنك المزمار (١).

فمن قاس قرآن الشيطان ومؤذنه على قرآن الرحمن ومؤذنه فالله حَسيبه ومُجازيه، وسيعلم يوم الحشر أيَّ بضاعةٍ أضاع، وعند الميزان أيَثقُل أم يَخِفُّ بما قَدِم به من السماع.

وها هنا الناس أربعة أقسام:

أحدها: من يشتغل بسماع القرآن عن سماع الشيطان.

والثاني: عكسه.

والثالث: من له نصيب من هذا وهذا.

والرابع: من (٢) ليس له نصيب لا من هذا ولا من هذا.

فالاشتغال بالسماع القرآني الرحماني حال السابقين الأولين وأتباعهم ومن سلك سبيلهم.


(١) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨/ ٢٠٧) عن أبي أمامة الباهلي، وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني وعبيد الله بن زحر، وهما ضعيفان.
(٢) "من" ليست في الأصل.