للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذة ومنفعة ومصلحةً لهذا العبد الذي قد دعاه إلى المأدبة، ليست في اللون الآخر، لتكمل لذة عبده في كل (١) لون من ألوان العبودية، ويكرمه (٢) بكل صنف من أصناف الكرامة، ويكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مكفرًا لمذموم كان يكرهه بإزائه، ليُثيبه (٣) عليه نورًا خاصًا وقوة في قلبه وجوارحه وثوابًا خاصًّا يوم لقائه.

فيصدر المدعو من هذه المأدبة وقد أشبعه وأرواه، وخلع عليه خِلَع (٤) القبول وأغناه؛ لأن القلب كان قبلُ (٥) قد ناله من القحط والجدب والجوع والظمأ والعُرْي والسقم ما ناله، فأصدره من عنده وقد أعطاه من (٦) الطعام والشراب واللباس والتحف ما يغنيه.

ولمّا كانت الجدوب متتابعة، وقحط النفوس متواليًا (٧)، جدد له الدعوة إلى هذه المأدبة وقتًا بعد وقت رحمة منه به، فلا يزال مستسقيًا من (٨) بيده غيث القلوب وسَقْيها، مستمطرًا سحائبَ رحمته لئلا ييبَسَ


(١) ع، ك: "بكل".
(٢) ك: "ويلزمه" تحريف.
(٣) ك: "ويثيبه".
(٤) الأصل: "بخلع".
(٥) ع: "قبلها".
(٦) في الأصل: "وقد أغناه عن". ك: "وقد أعتاه". والمثبت من ع.
(٧) ك: "متواليه".
(٨) ع، ك: "ممن".