للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أذِنَ الله لشيء كأَذَنِه لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به" (١)، وقال: "لَلّهُ أشدُّ أَذَنًا إلى الرجل (٢) الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَينةِ إلى قَيْنتِه" (٣)، فثوابُ ذلك أمر آخر.

ومن كان له جمال وحسنٌ فعفَّ عما حرم الله، وخالف هواه، وكسا جمالَه وحسنَه لباسَ التقوى الذي هو خير اللباس (٤)، كان من هذا الوجه (٥) أفضلَ ممن لم يُؤتَ (٦) مثلَ هذا الجمال، ولم يُمتحَن بهذه المحنة، ولهذا تجد وجهَ المطيع لله قد كُسِيَ من الجمال والحسن والملاحة (٧) ما لم يُكْسَه وجهُ العاصي، فإن كان جميلَ الوجه ازداد جمالًا إلى جماله الخلقي، وأُلقِيَتْ عليه من المحبة والجلالة والحلاوة ما لم يُلْقَ على غيره، وإن حُرِمَ [١١٢ أ] جمالَ الوجه وحُسنَه أُلبِسَ من جمال الطاعة وبهجتها ونورها وحلاوتها أحسنَ مما فاته من الجمال الظاهر، وكلّما كبر وطعن في السن ازداد حسنًا وحلاوة وملاحة.

وأمّا جميل الوجه إذا لم يَصُنْ جمالَه وحسنه، وبذلَه وتبذَّلَ به، فإنه


(١) سبق تخريجه.
(٢) "الرجل" ليست في ع.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ع: "اللباسين".
(٥) في الأصل: "هذه الوجه".
(٦) ع: "له ثواب" تحريف.
(٧) "والملاحة" ليست في ع.