للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأيضًا فإنَّ معنى الآية ينبُو عما حملها عليه (١) من قال [١١٨ أ] بهذا القول من وجوه متعددة:

منها: أنَّه قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ (٢)} [الأعراف: ١٧٢]، ولم يقل: من آدم، ولا قال: من ظهره، ولا قال: من (٣) ذريته.

ومنها: أنَّه أشهدهم على أنفسهم، ولابدّ أن يكونوا عند هذا الإشهاد موجودين، والنفوس البشرية إنما تُحدَثُ عند خلق أبدانها، لا أنها مخلوقة قبل الأبدان.

ومنها: أنَّ المقصود بهذا الإشهاد إثبات الحق وإقامة الحجة، وهذا إنما حصل بعد خروجهم إلى هذه الدار وإقامة الحجة عليهم من الرسل (٤)، وبما رُكِّب فيهم من العقول ونُصِب لهم من الأدلة، وكيف تقوم الحجة عليهم بأمر لا يذكره أحد منهم؟

ومنها: أنَّه قال: {أَنْ يَقُولُوا (٥) يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}


(١) "عليه" ليست في الأصل.
(٢) كذا في النسختين بصيغة الجمع، وهي قراءة أبي عمرو التي كانت سائدة في دمشق زمن المؤلف.
(٣) "من" ليست في ع.
(٤) ع: "بالرسل".
(٥) كذا في الأصل بصيغة الغائب، وهي قراءة أبي عمرو.