(قُلْ): للمستهزئين، (مَن يَكْلَؤُكُم): يحفظكم، (بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ): من عذابه، أو من بمعنى البدل نحو لا ينفع ذا الجد منك الجد، وفي لفظ الرحمن إشارة إلى أن لا حافظ سوى رحمته، (بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ ربِّهِم مُّعْرِضُونَ): لا يخطر ببالهم ذكر ربهم فضلاً عن أن يخافوا منه، حتى إذا رزقوا الكلاءة منه عرفوا من الكالئ، وصلحوا للسؤال عنه، (أَمْ لَهُمْ): بل لهم، (آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم): من العذاب، (مِنْ دُونِنَا) حال من فاعل تمنع، أو صفة بعد صفة، كأنه قال: لا تسأل عنهم؛ لأنَّهُم لا يصلحون للسؤال لغفلتهم عنا، بل لإقبالهم على نقيضنا، (لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) سيما نصر غيرهم مستأنفة تبين إبطال ما اعتقدوه، (وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ): يجارون، يقال: فلان لك جار وصاحب من فلان، أي:(مجير) منه، أو يصحبون بخير وتأييد، (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) إضراب عن بيان بطلان ما هم عليه، ببيان ما غرهم فحسبوا أنَّهم على شيء، وهو أنه -