لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى): الرحمة والسعادة، (أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) قد ذكر أنه عليه السلام لما تلا " إنكم وما تعبدون " الآية، قيل قد عبدت الملائكة وعزير ومسيح فكل منهم مع آلهتنا في النار فأجاب عليه السلام أنَّهم إنما يعبدون الشيطان، ومن أمرهم بعبادته ثم نزل " إن الذين سبقت لهم منا الحسني " الآية، استثناء من المعبودين، فعلى هذا " وما تعبدون " عام مخصص، (لاَ يَسْمَعون حَسِيسَهَا) هو صوت يحسُّ به، خبر ثان لأولئك أو حال، (وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ): دائمون في التنعم، (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ): النفخة في الصور، أو حين يؤمر بالكفار إلى النار، أو حين يطبق النار على أهلها، أو حين يذبح الموت، (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ): تستقبلهم الملائكة على أبواب الجنة مهنئين قائلين (هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ): للثواب، (يَوْمَ) عامله لا يحزنهم أو تتلقاهم أو اذكر، (نَطْوِي السَّمَاءَ) الطي ضد النشر، (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) السجل الصحيفة، صرح بذلك جماهير السلف، أي: كطي الطومار لأجل ما يكتب فيه، يعني: تطوى السماء كما يطوى الكتاب الطومار ويسوى ويضعه مطويًا حتي إذا احتاج إلى الكتابة لم يحتج إلى تسوية، أو السجل ملك يطوي كتب بني آدم وعلى هذا اللام زيدت للاختصاص، وفي سنن أبي داود والنسائي أنه كاتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكثير من الأكابر