للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا): لما تكره، (فَإِنَّا ظَالِمُونَ): لأنفسنا، (قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا) أي: ذلوا وانزجروا كما تنزجر الكلاب، (وَلاَ تُكَلِّمُونِ): في رفع العذاب أو مطلقًا، وعن بعض السلف: إنه لم يكن لهم بعد ذلك إلا شهيق وزفير وعواء كالكلب، (إِنَّهُ): إن الشأن، (كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا)، بكسر السين وضمها لغتان بمعنى الهزء زيدت ياء النسبة للمبالغة، وعند الكوفيين المضموم من السخرة بمعنى الانقياد والعبودية، (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي): لتشاغلكم باستهزائهم، (وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا): بما صبروا: بصبرهم على أذاكم، (أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) استئناف، ومن قرأ بفتح إن فثاني مفعولي جزيت أي: جزيتهم الفوز مخصوصين به، (قَالَ): الله، ومن قرأ " قل " فهو خطاب لأهل النار في أن مجموعهم في حكم شخص أو الخطاب مع كل واحد أو ومع بعض رؤسائهم أو مع الملك الموكل بهم، أي: قل لهم، (كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ): أحياء، (عَدَدَ سِنِينَ)، تمييز لكم، (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) استقصروا مدة لبثهم في الدنيا ونسوا لعظم ما هم فيه، (فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ): القادرين على العد فنحن في شيء لا نقدر معه إعمال الفكر، أو العادين الملائكة الحفظة، (قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي: ما مكثتم فيها إلا زمانًا قليلاً على

<<  <  ج: ص:  >  >>