بـ نزل، وقيل بالمنذرين أي: لتكون ممن أنذروا بلغة العرب، وهم خمسة هود، وصالح، وإسماعيل، وشعيب، ومحمد عليهم أفضل الصلوات وأتمها ومن التحيات أزكاها (وَإِنَّهُ) أي: ذكر القرآن (لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) كتبهم (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً) على صحته (أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) أي: أليس علم علمائهم بأنه من الله دليلاً دالاً على صحته، والمراد العدول منهم كعبد الله بن سلام وسلمان، وقرئ تكن بالتاء مع رفع آية فآية اسم كان، ولهم خبره " وأن يعلمه " إلخ بدل من الاسم، أو اسم كان ضمير القصة " وأن يعلمه " إلخ مبتدأ أو آية خبره، والجملة خبر كان (وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ) القرآن الفصيح الذي عجز دونه أفصح فصحاء العرب (عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) الذين لا يدرون من العربية (فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) لفرط عنادهم، قال تعالي:(إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ) الآية [يونس: ٩٦]، قيل: معناه، ولو نزلنا القرآن بلغة العجم على بعض الأعجمين فقرأه على أهل مكة ما كانوا به يؤمنون قال تعالى:(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ)[فصلت: ٤٤](كَذَلِكَ سَلَكنَاهُ) أدخلنا الكفر والتكذيب (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) فلا ينفعهم حينئذ (فَيَأْتِيَهم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون) بإتيان العذاب (فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ) يتمنون النظرة (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) وهم يطلبون النظرة عند