نزول العذاب كما قالوا:" فأتنا بما تعدنا "[الأعراف: ٧٠] نقل أنه لما نزل لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم، قالوا: متى هذا العذاب؟ فنزل " أفبعذابنا يستعجلون "؟! (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) أينفعهم تمتعهم في أيام متطاولة، ولم يدفع شيئًا من العذاب عنهم (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ) رسل ينذرونهم (ذِكْرَى) مصدر لـ منذرون لأن أنذر وذكر متقاربان، أو مفعول له أي: منذرون لأجل الموعظة، أو أهلكناهم بعد إلزام الحجة تذكره وعبرة لغيرهم (وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) فنهلك قبل الإنذار (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ) نزل به الروح الأمين لا الشياطين (وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ) ما يصح للشياطين أن ينزلوا به فإنهم ينزلون للفساد، وما في القرآن إلا الرشاد (وَمَا يَسْتَطِيعُونَ) إنزاله وإن أرادوا (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْع) عن استراق السمع من السماء بحيث يكون المسموع كلامًا مفيدًا تامًّا (لَمَعْزُولُونَ) محجوبون كما قالوا: (وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع) الآية [الجن: ٩] (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا