للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الصلاة وحدك (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) عطف على كافٍ يراك، أي: تصرفك بأركان الصلاة فيما بين المصلين يعني: يراك إذا صليت منفردًا، وإذا صليت في جماعة أو تصرفك وذهابك ومجيئك في أصحابك المؤمنين، أو تقلبك في أصلاب آبائك الأنبياء من نبي إلى نبي، حتى أخرك يعني: توكل على من يراك في أحوال اجتهادك في مرضاته (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ) بعدما قال: " وما تنزلت به الشياطين "، قال: هل أخبركم بأن الشياطين على من تتنزل (تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ) كذاب (أَثِيمٍ) كثير الإثم هم الكهنة والمنجمون (يُلْقُون السَّمْعَ) أي: يسترق الشياطين السمع من السماء فيختطفون كلمة من الملائكة ثم يلقونها إلى أوليائهم من الإنس مع مائة كذبة، وفي الحديث " ربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقى قبل أن يدركه "، وهذا يدل على أن الاستراق حينئذ أيضًا واقع، أو معناه يلقى الأفاكون السمع إلى الشياطين فيتلقون منهم ظنون وأمارات أكثرها أكاذيب (وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) قل من يصدق منهم (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) أي: الضالون يعني: شعراء الكفار الذين يهجون النبي عليه السلام، ويقولون: نحن نقول مثل ما يقول محمد يجتمع إليهم غواة يستمعون ويروون عنهم (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ) من أودية الكلام (يَهِيمُونَ) يذهبون كالمجنون، فإن أكثر الأشعار وأحسنها خيالات لا حقيقة لها (وَأَنَّهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>