يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) فعلم أن القرآن ليس بشعر، وأنت لست بشاعر، فإن أتباعك هداة مهديون، والقرآن كله حق صدق وأنت بالصدق موصوف، وبالوفاء معروف (إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات) استثناء للشعراء المؤمنين المادحين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الهاجين لأعداء الله (وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا) في شعرهم، وغير شعرهم (وَانتصَرُوا) من الكفار بهجوهم (مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا) أي: مكافأة هجاتهم هجوا للمسلمين لما نزلت " والشعراء يتبعهم الغاوون " جاء حسان، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك إليه عليه السلام، وهم يبكون، فقالوا: قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنا شعراء، فأنزل الله " إلا الذين آمنوا " الآية (وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظَلَمُوا) بأن ذموا قومًا، ومدحوا قومًا بباطل، وتكلموا بالأكاذيب (أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) أي: مرجع يرجعون بعد الموت، فيه تهديد شديد وسياق الآية، وإن كان في الكفار وشعرائهم لكن عام لكل ظالم، ولهذا كتب الصديق رضى الله عنه عند الوصية: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذاك ظني به، ورجائي فيه، وإن [يجر] ويبدل فلا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.