(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ) أي: إبراهيم له (إِلا أَن قَالُوا اقْتلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) أى: عذبوه أحد العذابين (فَأَنْجَاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ) بعد ما قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردًا وسلامًا (إِنَّ فِي ذَلِكَ) إنجائه منها (لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فإن الكفار غير موفقين على التدبر في مثل ذلك (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أي: لِتَوَادُّوا بينكم وتتواصلوا كما يتفق الناس على مذهب ليكون ذلك سبب تحابهم، وثاني مفعولي اتخذ محذوف وهو آلهة أو هو مودة بحذف مضاف، أي: سبب مودة، أو بأنَّهَا بمعنى مودودة وقراءة رفعها على تقدير هي مودة، أو سبب مودة على أنها صفة " أوثانًا " أو خبر لـ إنَّ، وما موصولة، أي: إن الذين اتخذتموهم (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا)" كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا "(وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ فَآمَنَ لَهُ) لإبراهيم (لوطٌ) هو ابن أخي إبراهيم لا ابن أخته فإنه لوط بن هاران بن آزر وهو أول من آمن به، وفي الحديث " ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك خاطب به امرأته فالمراد والله أعلم أن ليس على وجه الأرض زوجان على الإسلام (وَقَالَ) إبراهيم (إِنِّي مُهَاجِرٌ) من قومي (إِلَى رَبِّي) هاجر من سواد الكوفة إلى حران ثم