وَرَسُولُهُ) عن ابن عباس وغيره يعنون قوله تعالى:" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم "[البقرة: ٢١٤]، (وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ): في الوعد، (وَمَا زَادَهُمْ) ذلك البلاء والضيق، (إِلَّا إِيمَانًا) باللهِ، (وَتَسْلِيمًا): انقيادًا لأوامره، (مِنَ الُمؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهدُوا اللهَ عَلَيْهِ) فثبتوا وقاتلوا، يقال: صدقه الحديث أي: قال له الصدق في الحديث والعاهد إذا وفي بالعهد فكأنه قال له الصدق، (فَمِنْهُم مَّن قَضىَ نَحْبَه)، النحب: المدة أي: استشهد كحمزة وأنس بن النضر، (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ) أي: الشهادة، كعثمان - رضى الله عنهم - أو معناه، ومنهم من قضى نذره فإن أنس بن النضر لما غاب عن غزوة بدر نذر وقال: لئن أراني الله مشهدًا فيما بعد ليرين الله ما أصنع، فقاتل يوم أحد حتى قتل، ووجد فيه بضع وثمانون ضربة سيف وطعنة رمح ورمية، (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا): ما غيروا العهد شيئًا من البديل، والتغيير فيه تعريض على المنافقين بالتبديل، (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ)، اللام متعلق بمعنى قوله:" ولما رأى المؤمنون الأحزاب " كأنه قال: إنما ابتلاهم الله برؤية هذا الخطب ليجزي الصادقين، ويعذب المنافقين، أو متعلق بما بدلوا مع ما يفهم منه بالتعريض، كأنه قال: ما بدل المؤمنون وبدل المنافقون ليجزي، الآية، (إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا): فيقبل توبة من تاب، (وَرَدَّ اللهُ الَّدينَ كَفَرُوا) أي: الأحزاب، (بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خيْرًا) هما حالان أي: المتغيظين غير ظافرين، (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بالريح والملائكة، (وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا) على إيجاد ما شاء، (عَزِيزًا): غالبًا مطلقًا، (وَأَنزَلَ)