الله، (الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ): عاونوا الأحزاب، (مًنْ أَهْلِ الكِتَابِ) يعني: بني قريظة نقضوا عهد رسول الله صلى الله كليه وسلم مع أن أباءهم نزلوا الحجاز قديمًا طمعًا في اتباع النبي الأمي المكتوب في التوراة، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، (مِن صيَاصِيهِمْ): حصونهم، (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب): الخوف، (فَرِيقًا تَقْتُلُونَ): رجالهم، (وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا): نساءهم وذراريهم، لما انهزمت الأحزاب رجع رسول الله إلى المدينة، وكان على ثناياه نقع الغبار جاء جبريل وقال: أو قد وضعت السلاح؟! لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح، اخرج إلى بني قريظة، وقاتلهم فخرجوا إلى حصونهم وحاصروهم خمسة وعشرين ليلةً ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ، فحكم بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم وتقسيم أموالهم، (وَأَوْرَثكُمْ أَرْضَهُمْ): مزارعهم، (وَدِيَارَهُمْ): حصونهم، (وَأَمْوَالَهُمْ)، من النقود والمواشي، (وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا): خيبر أو مكة أو فارس والروم، أو كل أرض تفتح إلى القيامة، (وَكانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شيْءٍ قَدِيرًا).