قيل: ضمير عليه لله، والخطاب في أنتم لهم، ولآلهتهم على تغليب المخاطب، أي: ما أنتم على الله بمفسدين الناس بالإغواء إلا من سبق في علمه شقاوته، وقيل وما تعبدون سادّ مسد الخبر ككل رجل وضَيْعَتَهُ، أي: إنكم وآلهتكم قرناء، ثم ابتدأ فقال:" ما أنتم عليه " إلخ (وَمَا مِنَّا): أحد (إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ): في السماوات يعبد الله فيه لا يتجاوزه، أو في القربة، والمعرفة، وهذا حكاية اعتراف الملائكة بالعبودية ردًّا على عبدتهم، وقيل من قوله: سبحان الله من كلام الملائكة كأنه قال: ولقد علمت الملائكة أن القائلين بذلك معذبون قائلين سبحان الله عما يصفون، لكن عباد الله المخلصين برآء مما يصفونه، ثم التفتوا إلى الكفرة، وجاءوا بالفاء الجزائية أي: إذا صح أنكم مفترون، والله منزه فاعلموا أنكم وآلهتكم لا تقدرون على أن تفتنوا على الله عباده إلا أشقياء مثلكم، ثم رجعوا من الاحتجاج وأظهروا العبودية واعترفوا بها (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ): في طاعة الله (وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ): الله عما لا يليق به، أو المصلون (وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ) أي: وإن الشأن كان المشركون ليقولون: (لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا): كتابًا (مِّنْ الأَوَّلِينَ): من كتبهم (لَكُنَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ)