لأخلصنا العبادة له، ولم نخالفه كما خالفوا (فَكَفَرُوا بِهِ) أي: بالذكر لما جاءهم (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا): وعدنا بالنصر (لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) وهذه الكلمة هي قوله: (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ): في الدارين، أو في الآخرة، عن ابن عباس: إن لم ينصروا في الدنيا نصروا في الآخرة (فَتَوَلَّ): أعرض (عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ): إلى وقت مؤجل ومدة يسيرة يأتيك نصرك (وَأَبْصِرْهُمْ): حينئذ كيف يذلون (فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) عزك ونصرك، وسوف للوعد لا للتبعيد (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) روي أنه نزلت حين قالوا عند نزول قوله فسوف يبصرون: متى يكون هذا؟ (فَإِذَا نَزَلَ) أي: العذاب (بِسَاحَتِهِمْ) بفنائهم (فَسَاءَ): بئس (صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ): صباحهم، واللام للجنس، والمراد من الصباح اليوم أو الوقت الخاص فإن البلايا يطرقن أسحارًا شبهه بجيش أنذر بعض نصاح القوم بهجومه قومه، فلم يلتفتوا إليه، وما دبروا تدبيرًا حتى أناخ بغتة بفنائهم (وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) وعد إلى وعد ووعيد إلى وعيد، قيل: الأول عذاب الدنيا، والثاني عذاب الآخرة، وفي إطلاق أبصر ويبصرون عن التقييد بالمفعول فائدة، وهي أنه يبصر وأنَّهم يبصرون ما لا يحيط به الوصف من أنواع المسرة وأجناس المساءة (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ) فإن العزة له تعالى يعز من يشاء (عَمَّا