وَالشَّهَادَةِ)، أي: التجئ إلى الله تعالى لما تحيرت في كفرهم، (أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا): وهم المشركون، (مَا فِي الأَرْضِ)، اسم أنَّ، (جَمِيعًا وَمثْلَة مَعَهُ لافتَدَوا بِهِ)، أي: بمجموع ما في الأرض، والمثل، (مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا): ظهر، (لَهُمْ مِنَ اللهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ): ما لم يخطر ببالهم من الوبال والنكال، (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا)، أراد بالسيئات أنواع العذاب، كأنه قيل: سيئات سيئاتهم، نحو: جزاء سيئة سيئة، أو معناه ظهر لهم سيئات أعمالهم التي كانت خافية عليهم، حين تعرض صحائفهم، كما قال الله تعالى:(أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ)[المجادلة: ٦]، (وَحَاقَ): أحاط، (بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ)، أي: جزاؤه، (فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ)، أي: جنسه باعتبار الغالب، (ضُرٌّ دَعَانَا)، عطف على قوله:(وإذا ذكر الله وحده) بالفاء ليدل على التسبب، والدلالة على تعكيس الكافر الأمر، وجعله ما هو أبعد الأشياء عن الالتجاء وسيلة إليه، كأنه قال: هم مشمئزون عند ذكر الله تعالى وحده، ومستبشرون بذكر آلهتهم، فإذا مسَّ أحدهم مصيبة دعا من اشمئزَّ من ذكره، وترك من استبشر به، وما بين المعطوفين أعني، قوله:" قل اللهم " إلى قوله تعالى: " يستهزءون " اعتراض مؤكد لإنكار ذلك عليهم، (ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ): أعطناه، (نِعْمَةً مِنَّا): تفضلاً، (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ)، أى: شيئًا من النعمة، (عَلَى عِلْمٍ)، أي: على علم مني بأني سأعطاه لاستحقاقي، أو على علم من الله تعالى باستحقاقي، ولولا أني عند الله حقيق ما خولني هذا، فهو حال من أحد معمولي أوتيته، أو خبر، إن جعلت ما موصولة لا كافة، أو معناه أوتيته على خير وفضل عندي، كقولك: أنعمت عليك على كمالك، أي: هو السبب، (بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ): اختبار، أيشكر، أم يكفر؟ (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، أنها امتحان، (قَدْ قَالَهَا)، أى: هذه المقالة، وهي " إنما أوتيته على علم "، (الَّذِينَ مِن قَبْلهِمْ): الأمم السالفة، كقارون، قال:(إنما أوتيته على علم عندي)[القصص: ٧٨]، (فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ):