للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) مزيد لا للمبالغة في نفي مساواته للمحسن، والأولان مثلان للغافل والمستبصر، والآخران للمحسن والمسيء لتغاير وصفيهما أو كأنه قال لا يستوي الأعمى والبصير فكذلك المحسن والمسيء فشبه حالهما فى عدم الاستواء بحالهما، (قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ) أي: تذكرون تذكرًا قليلاً، (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا): لأن من تأمل في أطوار الخلق يعلم أنه لابد من معاد يجازى المحسن والمسيء، ولاتفاق كلمة الأنبياء عليهم السلام مع ظهور معجزتهم عليها، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ): لا يصدقون بها لغفلتهم وجهلهم (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي): سلوني، (أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي): عن دعائي، والدعاء مخ العبادة، وفي الحديث " من لم يدع الله " وفي رواية " لم يسأل الله يغضب عليه "، أو معناه اعبدوني أثبكم، (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) صاغرين ذليلين.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>