للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها (وَمَا يَذّكرُ): ما يتعظ بالآيات، (إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ): ذوو العقول، (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نفَقَةٍ)، قليلة أو كثيرة، حق أو باطل (أَوْ نَذَرْتُم مِّن نذْرِ)، في طاعة، أو معصية (فإن الله يَعْلَمُهُ)، فيجازيكم عليه (وَمَا لِلظَّالِمِينَ): الذين يضعون المال في غير موضعه، (مِنْ أَنْصَارٍ): ينصرونهم ويمنعونهم من العقوبة، (إِن تُبْدُوا الصدقَات فَنِعِمَّا هِيَ): إن أظهرتموها فنعم شيئًا إبداؤها (وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ)، تعطوها مع إخفائها، (فَهُوَ)، أي: إخفاؤها، (حيْرٌ لكُمْ)، والآية عامة في كل صدقة، لكن عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن السر في التطوع أفضل من العلانية بسبعين ضعفًا، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل بخمسة وعشرين ضعفًا، (وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ) أي: الله، أو الإخفاء، ومن قرأ مجزومًا فهو عطف على محل جواب الشرط (مِّن سَيِّئَاتِكُمْ)، " من " للتبعيض، أو لتبيين الجنس، أي يكفر شيئًا، هو السيئات (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، ترغيب في الإخفاء (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاءُ) أي لا يجب عليك جعل الناس مهديين، فإنه ليس في يدك وقدرتك، ولكن الهداية من الله، (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ) أي: ثوابه، فلا تمنوا على أحد، (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ)، الواو حال، أو عطف، يعني: المؤمن لا ينفق إلا لمرضات الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>